كل ليلة يجلس شاب في غرفة نومه مع زوجته وهو يتذمر، مديري سيء...مديري يزعجني..تباً له
زملائي؟؟... إنهم حقاً خير مثال للسواد في هذا العالم، فالله خلقهم ليضرب لنا الأمثال بأن الشر يكون هكذا!
أنت؟...لولا خجلي من والدي لطلقتك يوم غد!...
كانت زوجته في البداية تحاول أن تجيبه وتبتعد عن مسألة طلاقها " عملك جيد صدقني فالأجر ممتاز والمدير طويل بال وزملاؤك دوماً يقفون معك عند الحاجة، لماذا تفكر بهذا؟"
كانت إجابته دوماً : " صديقي فلان مديره أفضل من مديري... والصديق الأخر زملاؤه رجال حقاً وليسوا كزملائي... آه لو أنا مكانهم"
تكرر الأمر...ليلة ..
تلو ليلة..
وتلو ليلة...
حتى ملت الزوجة من الكلام فأصبحت تنام مع بدء التذمر...
مر العام الأول منذ أول تذمر فاستيقظ الشاب ووجد بدلاً من زوجته ورقة مكتوب عليها " أنا عند أهلي وسوف أطلب الطلاق"...
غضب قليلاً، لكن تمالك نفسه قليلاً ...
ذهب للعمل ليجد مديره متجهماً في وجهه ويطلب منه مراجعة إدارة الموارد البشرية....نعم، خسر عمله!
خرج حزيناً لا يعرف ماذا يفعل، لم يتذكر تذمره من كل شيء خسره اليوم وبات حزيناً على ما خسره، وفي تلك اللحظات جاءته رسالة من خدمة اشترك بها حديثاً وكأنهم يعرفون ما فيه وجاء فيها حكمة تقول " استمتع بالأشياء الصغيرة، فقد يأتي اليوم الذي تدرك فيه أنها كانت الأشياء الكبيرة."...وذكروا له أن قائلها هو ابراهام لنكولن.
تعلم هذا الشاب متأخراً معنى أن تعرف السعادة بما لديك حتى لا يضيع، فهناك فرق بين الطموح وعدم الرضا... هناك فرق بين إضاعة اللحظة من أجل لحظة غير مضمونة السعادة.